بقلم : هشام زكريا
حتى اليوم راحت أجيال وجاءت أجيال ولم نصل بعد إلى الفوائد التي تعود على البيت المصري من النيش ، والنيش هو حاجه كده شبه الدولاب بأبواب زجاجيه من كل اتجاه ويتم فيه وضع الأشياء القيمه من أطباق لا تستخدم وكوبيات وشمعدانات وأي حاجه لها قيمه يمنع معها الاستخدام أو التصوير.
بيوت كتير راح عنها رجل البيت وهو ـ يعين امه ـ لم يسعد مرة بالأكل أو الشرب من داخل النيش إلا في مناسبات أقل ما يقال عنها أنها تاريخيه وبيكون للضيوف فقط .
ـ هذا النيش المختلف في تاريخه وذكرياته ، هل هو فرعوني احتفظ به المصريون القدماء في بيوتهم أملا في العودة للحياة مرة أخرى ، ويعاود استخدامه ؟
ـ المهم : أن الرجل في البيت أصبح بالظبط زي نظريه ” النيش ” ، لو رجل جدع وكده وعنده عادات وتقاليد ،بيفرض على بيته ممنوع الزوجه تنزل الزبالة ولا البنات ، الزبالة دي تخصص الرجالة والأولاد ، لذلك لما تشوف راجل محترم لابس بدله وبتنط منه رائحه بريفن فواح وشايل في ايده كيس زباله وهو نازل الصبح بدري ، لا تندهش لأن هذا الرجل يحافظ على التقاليد والعادات ولا يتخلى عنها .
ـ المصيبة أن هذا النوع من الرجال المحتفظين بالعادات والتقاليد ،أحيانا تطارده احلامه المريضه ، فيقوم الصبح بدري ياخد فنجان أو كوب او طبق، خلسه من وراء الجميع ، كنوع من التجديد والاحساس بأنه عايش .
والمصيبة الأكبر لو كشفه احد افراد الاسرة ، ستكون خناقة كبيرة وستجر له مراته القديم والجديد ، مثلا : فاكر يوم كذا لما نزلت وماخدتش الزباله معاك !! فاكر يوم كذا لما شربت وسبت الكوبايه على الكرسي ورحت نمت ، فاكر لما رجعت متاخر ومجبتش معاك العيش الفينو وعملنا عيش بلدي الصبح.
طبعا لو ثار الرجل على القوانين والعادات اللي هو سنها بنفسه ،هيتحول البيت إلى كتله لهب تولع في كل شئ وكل حاجه .
فيسكت ويقول في نفسه رزقي على الله .. ومن هنا تجد أن هناك حالة عداوة شديد بين الرجل والنيش في البيت ، لأنه سبب الأزمه اللي فتحت عليه القديم والجديد ، عشان تجرأ ومد ايده واخد كوبايه أو فنجان.
كل الرجال الذين يحتفظون بالنيش حتى اليوم ، يدركون مرارة ما أكتبه الآن حول نظريه النيش ، عشان كده بنصحهم قبل ماينسوا …خد كيس الزبالة وأنت نازل ، واوعي تنسى نظريه النيش !!
صباحكم وعي #وأول_فنجان_قهوة