“كيف للحبيب أن يرحل وكيف للغريب أن يقترب ؟! كنت أتساءل فقد قرأت رسائل عديده لبعض الاصدقاء وبعض الفتيات يتساءلن عن الحب وشوقه وجرحه وألمه ، لأجد بعض منهن يرغبن بمشاركة قصصهن مع الحب ليعلمن باقي الفتيات بضعه دروس هامه للتعامل مع القلب حينما يعشق .حسنا إذا قبل أن أسرد تلك قصص ، سأخذكم فى جولة سريعة لاوضح ماهو الحب بمفهومه الذي ربما لا يعرفه البعض .
الحب هو الشعور بالسعادة وانتعاش فى ذلك القلب النابض بين ضلوعك ،فالروح وجدت شبيهتها التي تحبها ويمكننا القول بأن الحب هو السلام الداخلى والأمان الذي تشعر به مع من تحب ، الحب سكينه وهدوء وفى قصتك معه لابد وأن تمر على الشوق والغرام والعشق والشغف والحزن والدموع ، مثلما يقال ” مافيش حلاوة من غير نار ” فلا يخلو الحب من تلك الكلمات ، وباختصار الحب هو الشعور بالراحة مع ذلك الشخص الذي يجلب اليك السعاده دون مقابل.
تتحدث إحدى الفتيات وعمرها لا يتجاوز السابعة عشر “أحببت شابا عن طريق موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لم أراه ولكننى أحببته عندما رأيت صوره وتحدثت معه شعرت بذلك الشعور الذي يسمى بالراحة وكنت أشعر أنه يهتم بى ويحبنى وقال لى أنه يحبنى لكننى علمت أنه تزوج فيما بعد ، أنا فقط أتساءل هل أنا أحببته حقا أم كنت أوهم نفسي بذلك وهل هو أحبنى أم كان يتسلى بمشاعرى ؟!”
سأخبرك عزيزتي : أنتى تمرين بمرحلة المراهقة ، ترغبين بالحب وترغبين بوجود الاهتمام من الجنس الآخر ، لا أسمى ذلك حبا مطلقا ، فلا وجود لحب من خلال شاشات الهواتف الذكية ، أى حب هذا من خلال عالم افتراضي!!!
فالحب لا يصح دون عقل وقلب وذلك الذي قال أحبك إنه لا يقدر أن كلمة أحبك هى وعد لا يأخذه إلا الرجال !
قصة أخرى لم ترغب الفتاة بذكر عمرها قالت” أحببت شابا كان دائما بجانبي يساعدنى ويعطينى كل ما تمنيته ، كنت أثق به وكان يخبرنى بأنه سيأتى حتما لخطبتى ، كنت أتحدث معه دائما ولكنى كنت أشعر بأن هناك شئ غامضا ، وتأكدت من ذلك عندما أخبرته بأن الله يري وما بيننا لا يرضي الله فمتى ستحدث أهلى ، وجدته يتحدث معى بشده ورحل ولم يعود …. وفى ذلك الوقت ظهر أحدهم فى حياتى وشعرت منه بحب كبير جعل كل دموعى بسمات ، وكأنه أنقذنى من الغرق وأعطانى إهتمام وحب واحترام ووفى بوعده لى وأنتهت قصتنا معا فكان ذلك هو االغريب الذي عندما رأيته لم أتذكر ما مضي ليصير هو حبيبا وصديقا وأبا وأخا وزوجا”
أرغب بأن أخبركم أننى مؤمنه بأن هناك حبا يحطم الروح وحبا ينعشها، حبا يضعف وحبا يقوى ،حبا ملئ بالذنوب وحبا لا يعرف إلا الله ،فالربما لا نلقى الثانى دون أن نخوض خربا مع الأول ، مؤمنه بأن جراح الحب لا تلتئم إلا بالحب أيضا ومن يؤلمه حبا أضعفه يقدس حبا جعله خارقا ،خارقا على الفشل ،قادرا على الحياة وغارقا فى الحب ،فالحب هو المنقذ ،الحب الصادق النقي سيبقي دائما هدية من الله لمحبه .
وأهم درس من هذه القصة هو :
الايمان بأن الله يفعل الخير دائما ،فتلك الحبيبة اقترفت خطأ وهو انها. غرقت فى حب من لم يكن لها ،واخذ منها الحب وكسر قلبها ورحل ،تألمت وأصابها الوجع والضعف ،وقلبها أغلق أبوابه منذ تلك اللحظة وتجرد من حب الحبيب الذي خذلها،حينها رات الحب الحقيقي ،رأت حب الغريب الذي انتشل قلبها من الضياع وراء. الالم والحسرة ،اتى ذلك الغريب الذي لا تعرفه ليقسم لها أنه سيأخذ بيدها وكأنها اميرة متوجة على شاطئ الغرام مره اخرى ،ولكن تلك المره ذهبت بالفعل وكأنه سمع قلبها وهو يقول كن لى غريبا فالاحبة يرحلون
– كن لي غريباً .. فالأحبة يرحلون بقلم ميرنا محمود