القيم الانسانية من اهم روابط التواصل الاجتماعي بين افراد المجتمع ، فالقيم تساهم في انتشار المحبة و المودة بين الناس، حيث أن المجتمع التي تنتشر به القيم الحميدة نجده إلى حد كبير مستقر و خالي من المشاكل التي تنتشر في المجتمعات الأخرى حيث أن المجتمع في الأساس يقوم على تبادل القيم و الاخلاق التي تضمن العيش بكرامة للإنسان .
ونجد أن الشباب هم الاكثر عرضه في المجتمع للتأثر بالقيم لأن أكتساب القيم يكون من خلال الاحتكاك مع أفراد المجتمع المحيط ، فلا يمكن للمجتمع التقدم و الازدهار في غياب القيم التي تضمن للإنسان العيش بحياة كريمة نتنشر بها المحبة و المودة بين افراده.
ولا يستطيع احد أن ينكر ما يعانيه العالم اليوم من تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية كبيرة، نتج عنها في بعض البلدان كوارث وأضرار هائله ، وعند التدقيق نجد أن معظم تلك المشاكل حلها يكمن في التزام البشرية بالقيم الإنسانية الغائبة عن العديد منهم
فالمجتمع اليوم يعاني من ازمة قيم وأخلاق إلى جانب أزمة التوعيه خاصة بين فئة الشباب التي تتميز بالتمرد على كل ماهو سائد أو متبع إلى جانب التأثر ببعض القيم الغريبه والبعيدة كل البعد عن مجتمعنا لمجرد التقليد أو التغيير والخروج من الإطار المتبع .
ويمكن حصر بعض القيم الجديده على مجتمعنا في بعض النقاط التاليه :
* سيطرة القيم المادية على علاقات الأفراد وخاصة بين فئة الشباب حيث أصبحت المصالح هي التي تحدد شكل العلاقات الإنسانية، وذلك جعل من الكسب السريع الإطار الحاكم في المجتمع، فانعكس ذلك على القيم الإيجابية التي تراجع بعضها مثل قيم الخير والعطاء، وكذلك قيمة العمل، وقيمة الإنتاج.
* أنتشار قيم الاستهلاك الترفي حيث لم يعد الاستهلاك قيمة مقابل قيمة الإنتاج، بل أصبح وسيلة لتحقيق طموحات طبقية وتمايزات اجتماعية.
* ظهور السلوك السلبي والعزلة الاجتماعية والتي ظهرت بشكل كبير داخل قطاع الشباب بانسحابهم عن قضايا المجتمع ومشكلاته، والانشغال بهموم الحياة الفردية والأسرية مما انعكس بالسلب على روح الهوية والانتماء لدى الشباب، هذا إلى جانب البحث عن المصالح الشخصية دون الالتفات للمصلحة العامة أو لمصالح الآخرين، حيث تكمن خطورة ذلك في انشغال الفرد في البحث عن حلول لمشاكله بطريقته الخاصة، والتي قد ينتج عنها ظهور سلوكيات انحرافية وأخلاقية.
* تزايد العنف الثقافي أو ثقافة العنف والتطرف بدءًا من عنف الحوار أو العنف اللفظي إلى العنف الجسدي التدميري.
كل هذه القيم السلبيّة التي طرأت على مجتمعنا لا يمكن التصدّي لها، ومواجهتها مواجهة فاعلة، وإيجاد حوائط صدّ في وجهها، إلا من خلال استراتيجيّة شاملة تشارك فيها جهات مختلفة، أمنية واجتماعية ودينية وتعليمية وإعلامية وغيرها. ولا شكّ في أن الأجهزة الحكومية المعنيّة تقوم بدورها، وتبذل جهدها من أجل التصدّي لأي ظاهرة سلبية في المجتمع، لكنّ الأمر يحتاج إلى تحرّك تكاملي، خاصة أن مثل هذه الظواهر تنطوي على أبعاد وجوانب مختلفة ومعقدة ومتداخلة.
ولكن الأهم هو دور المؤسسات الدينية التي يمكنها أن تقوم به في هذا الشأن، خاصّة أن الدين له تأثير كبير في توجيه سلوك الناس وتقويمه .
– الشباب والقيم الإنسانية لـ مروه الحلفاوى