بقلم : هشام زكريا
ـ في مسئول مطحون ، بيلف هنا وهناك ، وبيتابع كل كبيرة وصغيرة بنفسه وعنده فريق عمل مأنتخ وبيعمل تقارير توافق مزاجه ومصالحه ، وفي مسئول عنده فريق عمل جيد جدا ، بيعمل تقارير ، ويتابع كل صغيرة وكبيرة ، وهو بيراجع وراه ، ويعدل ويتأكد أن التقارير سليمه .
المشكلة الأزليه الأبديه هنا ، أيهما تفضل ؟ ومين بيشتغل صح ؟ ومين مكبر دماغه ؟ ومين له حساباته ؟ ومين مرتعش ومش قادر ياخد قرار ؟ ومين بيخاف ؟ ومن بيشتغل وعينه على التقارير اللي بتطلع عنه وعليه ؟ ومين جرئ وبيتحرك وعايز يغير ويعدل ويترك له سيرة ذاتيه جيدة .
ـ دعونا نتفق أننا عندنا من فترة طويله خلل ، وعندنا عباره شهيرة مسئول مدني ولا عسكري ـ كما يطلقها البعض في الشارع ـ البعض يرى أن المسئول المدني أفضل ـ ومدني هنا ـ تعني أنه تدرج في الوظائف الحكوميه ، يعني عارف كل صغيرة وكبيرة .
ـ والبعض بيقول عسكري ، عشان الظبط والربط ، بس عنده مشكلة في الملف ، يعني هو بعيد عن مشاكل الناس والأزمات الحقيقية ، ولو مفيش دولاب عمل جيد وفريق قلبه علي العمل ، قبل ما يكون قلبه عليه ، مش هيكون في إنتاج.
ـ اي مسئول في أي مكان ـ بعيدا عن كونه مدني ولا عسكري ولا حتى في المعاش ، لازم ينظم فريق عمله ، خاصة داخل الوزارات ودوواين المحافظات ، لأن القماشه اللي هيشتغل بيها ، عندها خبرات السنين ، في الفساد والمصالح واللعب عليه وإزاي نقدر ندخله في الحيطه ، ويتعمل عليه رأي عام ، ويضللوه ، ويغشوه ويكتبوا له تقارير مضروبه .
ـ المسئول أول ما بيدخل مكتبه مع أول ساعات استلامه ، تبدأ مسئوليه من حوله من القطاع المدني الموجود في دراسته بعنايه شديده ، ودراسه نقاط ضعفه وقوته ، بيحب أيه ؟ وبيكره أيه ؟ مزاجه أيه ؟ وما يعكر مزاجه أيه ؟
وفي سرعة الصاروخ يبدأ العمل عليه وبيه ، لو لم ينتبه اي مسئول ، سيجد نفسه مشي في التراك المحدد له مع الساعات الأولى ، وطبعا لأن التراك قد يتفق مع مزاجه وشخصيته ، فالأغلبية للاسف بتدخل دون أن تشعر إلى بيت العنكبوت .
إلى كل المسئولين .. احسنوا اختيار من حولكم ، وادرسوهم أنتم ، ولا تعطوهم الفرصة أن يضعوا لكم خطواتكم ، لو نجحتم في هذا الأمر ، ثقوا أنكم ستحققون كل مطالب الناس ، وستصلون إلى مرحلة كبيرة من الفهم والوعي بكل ما يدور هنا وهناك ، فالمواطن لا يريد إلا من يقف بجواره ومعاه ويكون متداخل في كل مشاكله ومشاركته في التفاصيل ، على الأقل عشان يفهم .
صباحكم وعي #وأول_فنجان_قهوة