بقلم : هشام زكريا
كان بيكاسو ( رسام أسباني عالمي من أعظم الفنانين في القرن العشرين ) ذات يوم في أحد المتاجر ، فرأته سيدة ، اقتربت منه وقالت له : سررت جدا بلقائك ، أنا من أشد المعجبين بك .
ابتسم بيكاسو وقال لها : اشكرك جدا ، أخرجت السيدة من حقيبتها ورقه صغيرة وقلم رصاص وقالت له : سيد بيكاسو هل من الممكن أن ترسم لي قطعه فنيه بسيطه على هذه الورقة الصغيرة من أجلي .
قال لها : بكل سرور ، ورسم لها على الورقة الصغيرة ، فنظرت له وقالت : يا للروعة ، سيد بيكاسو هذا مذهل .
ثم همت السيدة بالانصراف ، فناداها قائلا : هذه القطعة البسيطة ثمنها مليون دولار!!
نظرت له السيدة باندهاش وقالت له : مليون دولار ، لقد استغرقت منك 30 ثانيه .
قال لها : سيدتي العزيزه استغرق الأمر مني 30 عاما حتى ارسم 30 ثانيه!!
عندما ننظر إلى المؤثرين والخبراء والعلماء والمتميزين جدا في مجالهم ، سنقول لأول وهلة أن الشخص ده ذكي ، أو موهوب ، أوربما نقول كان عنده فرص أفضل للتعليم .
ولكن الحقيقة هو شخص عادي ، اشتغل على نفسه وعلى تخصصه ، شخص يستيقظ في الرابعة صباحا ويبدء يومه وفق برنامج محدد ، يحمل في داخله متاعب وآلام جسدية ونفسيه وماديه ، وربما ما أكثر من ذلك .
هؤلاء الناس اشتغلوا على أنفسهم بشكل جيد ، لم يقفوا في منطقه رمادية تحت سقف، علينا أن نرضى جميع الناس ، لأن من ظل في هذه المنطقة لم يتقدم خطوة واحده ، هو فقط يتفوق ويركز في مجاله.
أعجبني بشده هذا الفيديو الذي عرض للناس قصة بيكاسو مع السيدة داخل المتجر ، والذي كان يرمي إلى هدف أو ربما أهداف محددة ، هؤلاء الناس تعبوا جدا في حياتهم واشتغلوا على نفسهم سنوات طويلة من الشقاء والتعب والجهد ، حتى يستطيع أن يقف ويقول أنا فلان .
النظرة العميقة الموضوعية تشير أن من تعب واجتهد ، سيحقق ما يريد ، هذه اللوحة الفنية على الورقة الصغيرة التي رسمها بيكاسو بالمتجر في 30 ثانيه ،هي نتاج 30سنة من العمل والجهد ……فحق علينا أن ندفع لمثل هؤلاء مليون دولار ، ومليون تحية ، ومليون أعجاب …….