نبذة تاريخية
الإسماعيلية كما يطلق عليها ” باريس الصغرى ” إحدى مدن قناة السويس وهي عاصمة محافظة الإسماعيلية ، يبلغ تعداد سكان المدينة وضواحيها حوالي مليون و نصف نسمة فى 2020 .
تبلغ المساحة الكلية للمحافظة 5066 كم2 موزعة على مراكز المحافظة وتبلغ مساحة مدينة الإسماعيلية بمفردها 1323.5 كم مربع وتضم المحافظة جزءًا من شبه جزيرة سيناء بعمق 30 كم شرق القناة وبطول حوالي 80 كم.
تمتع محافظة الإسماعيلية بموقع جغرافى ممتاز حيث تطل على ضفتى قناة السويس والبحيرات المرة وبحيرة التمساح، ونظراً لجوها المعتدل على مدار العام فهى تستغل كمصيف ومشتى في نفس الوقت، كما تمتاز بكثرة الحدائق والمنتزهات وبها مناطق صيد كثيرة على امتداد بحيرة التمساح والبحيرات المرة ومنطقة فايد وأبوسلطان وفنارة
وتتميز الإسماعيلية أيضاً بشواطئها الجميلة ومياهها الهادئة الصافية، مما يشجع على إقبال المصطافين عليها لممارسة مختلف أنواع الرياضات المائية بالإضافة إلى قربها من القاهرة والشرقية والقليوبية مما ييسر سرعة وصول الوافدين منها للإصطياف ولو لمدة يوم واحد
اما حين بناء المدينة في اواسط القرن التاسع عشر ، فقد كان معظم ساكنوها ممن حفروا قناة السويس و ذلك في الحى العربى ، اما الحى الافرنجى (الغربى) فقد سكن فيه الفرنسيون و الانجليز و اليونانيون و مختلف الجنسيات الاخرى. و معظم من يعيش الان في الحى الافرنجى هم من العاملين في شركة قناة السويس الحاليين ، حيث تخصص لهم الشركة مساكن لحين الوصول إلى فترة المعاش.
بنيت المدينة على الضفة الشمالية الغربية من بحيرة التمساح ، والتي تُعتبر جزءًا من ممر قناة السويس وتقع في منتصف المسافة بين بورسعيد شمالا والسويس جنوبًا، لكي تكون مركزا لشركة قناة السويس العالمية للملاحة في عهد الخديوى إسماعيل.
تطورت المدينة في السنوات الأخيرة في أعقاب زيادة عدد السكان، فتم إنشاء عدة انفاق مثل ” نفق جمال عبد الناصر ” و ” وانفاق تحيا مصر و ” نفق الثلاثينى ” بالاضافة الى مدن جديده مثل ” مدينة المستقبل ” و ” مدينة الاسماعيليه الجديده ” لاستيعاب الزيادة السكانية .
كما بدأت المحافظة بعد ثورة 30 يونيو في انشاء عدة كباري جديدة على ترعة الإسماعيلية بعدد ” 4 ” كبارى سيارات ومشاه بمعرفة الهيئة الهندسية للقوات المسلحه وتشتهر المدينة بكثرة الحدائق والمتنزهات الطبيعية وهوائها النقي لقلة المنشئات الصناعية مقارنة بالمحافظات المجاورة فتجذب إليها الزائرين خاصة في فصل الربيع وفي الأعياد.
تعود نشأة ” الاسماعيليه ” إلى عصر ما قبل الأسرات حيث كانت المقاطعة الثامنة في إقليم مصر الدنيا أو السفلى وعاصمتها ” براتوم ” بمنطقة تل المسخوطة بمدينة أبو صوير حالياً ، وقد سار على أرضها أنبياء الله إبراهيم ويوسف ويعقوب وموسى، وتشرفت برحلة العائلة المقدسة، ثم دخلها الإسلام مع الفاتح العربي لمصر على يد عمرو بن العاص
أما عن نشأة الإسماعيلية في العصر الحديث فقد تأسست رسمياً في عهد سعيد باشا حيث تم وضع حجر الأساس فى27 أبريل 1862 وسميت مدينة التمساح لوقوعها حينها شمال بحيرة التمساح، وفي 4 مارس 1863 أقيم حفل كبير من قبل شركة القناة السويس حيث أطلق اسم الإسماعيلية على المدينة نسبة إلى الخديوي إسماعيل.
وفي يناير عام 1960 صدر القانون رقم 24 لسنة 1960 بإنشاء محافظة الإسماعيلية، وكان لمدينة الإسماعيلية وشعبها دور مشهود في مواجهة الاحتلال البريطاني، وتحتفل الإسماعيلية بعيدها القومي في يوم 25 يناير من كل عام تخليداً لذكرى صمود قوات الشرطة المصرية ضد القوات البريطانية عام 1952.
الاسماعيلية فى العصور القديمة
كانت الإسماعيلية تمثل المقاطعة الثامنة في منطقة الدلتا وهي المنطقة الواقعة ما بين وادي الطميلات والبحر الأحمر وموقعها حالياً مركز تل المسخوطة الذي يقع على بعد 15 كيلو متر غرب مدينة الإسماعيلية الحالية، كما كانت ثاور عاصمة المقاطعة الرابعة عشر وهي المنطقة الواقعة حالياً قرب مدينة القنطرة شرق.
ولحماية مصر من خطر الآسيويين القادمين من الشمال قام أمنمحات الثالث بتشييد حائط الأمير، وهو عبارة عن مجموعة من القلاع أقيمت على الطريق والممرات المؤدية إلى فلسطين. وتضم الإسماعيلية عدة آثار فرعونية تؤكد قدم تاريخها منها تل الصحابة، وتل المسخوطة، وحصن سكوت، وقلعة ثاور، ووادي الطميلات، وتل دنة، والرطابي، والتل الكبير
الاسماعيلية فى العصور الوسطى
أثناء العصر البطلمي حملت الاسماعيليه اسم هيربوليس أي مدينة المخازن حيث كانت حصناً ومركزاً تجارياً لتبادل المنتجات مع الهند وأوروبا. خلال العصر الروماني حملت المدينة اسم بيتوم أي مدينة الإله المصري في منطقة شرق الدلتا وكان وجود معبد الإله أتوم في المدينة سبباً في الاهتمام بها وشهدت المدينة ثورة عنيفة ضد روما.
كانت الاسماعيلية من أهم محطات طريق قوات الفتح الإسلامي لمصر حيث وصل عمرو بن العاص إلى الفرما “بورسعيد” ثم واصل إلى منطقة الإسماعيلية بعيداً عن البحر حتى وصل إلى الصالحية ثم وادي الطميلات (التل الكبير حالياً) ثم انتهى إلى بلبيس وبعدها عين شمس فأصبحت مصر إحدى ولايات الدولة الإسلامية. وحظيت المدينة خلال تلك الفترة بمكانة مميزة حيث كانت من محطات القوافل عند منطقة البحيرات المرة.
الاسماعيلية فى العصور الحديثة
قبل عام 1862 كانت المدينة عبارة عن واحة خضراء يطلق عليها (قرية التمساح) وعندما جاء الخديوي إسماعيل والياً على مصر أطلق عليها اسم الإسماعيلية في عام 1863،
ولكن المدينة بملامحها الحالية لم تظهر إلا في أواخر عام 1869 عندما أقيم حفل افتتاح قناة السويس على ربوة عالية عرفت باسم عتبة الجسر (المنطقة رقم 6 حالياً)
مدينة الإسماعيلية هي مقر الجيش الثاني الميداني. وهي أيضا هي مقر لقيادة المنطقة الجوية الشرقية وهي أقدم وأول قيادة لسلاح الجو المصري .