منذ بداية أزمة انتشار فيروس كورونا وأصبح من الواضح ضرورة التغيير وتطوير سبل وآليات التعليم في مصر، وهو ما دعي إلي وجود آليات تكنولوجية للتقييم والتوجيه والإرشاد ضمن مخططات الدولة منذ عام 2006.
حين صدر القرار بإنشاء الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد التربوي للعمل علي دراسة الأوضاع الحالية ودراسة سبل التطوير في المناهج وطرق التدريس بما يتماشى مع البيئات المصرية.
وقد سعت وزارة التربية والتعليم الي تأهيل المعلمين منذ ذلك الوقت بالعديد من البرامج التدريبية أولها الحصول علي شهادة ICDL التي يعزف المعلمين عن الاشتراك بها، ولكن الوضع الان أصبح حاسما بضرورة تفعيل المهارات المكتسبة من تلك التدريبات، حتي يتسني للمعلم مواكبة استخدام وسائل التكنولوجية في التقييم والإرشاد التربوي.
كما قامت الوزارة بعقد عدد من الاتفاقات الدولية لتوفير ادوات تكنولوجية لتطوير العملية التعليمية، فجاءت اتفاقية الوزارة مع شركة ميكروسوفت لتوفير تطبيقات Office 365 مع 18 تطبيق مرافق للمعلمين لتوظيفها بالعملية التعليمية، وهي مجانيه بالكامل لكل المعلمين الخاضعين لقانون الكادر.
وفي كل أزمة تجد من يعمل علي ايجاد الحلول وتزييل العقبات، وتجد من يبحث عن الفرص ويقنصها لتحقيق مصالح شخصية أو مكاسب مادية، وقد سعت الوزارة بتوفير ادوات بديله للتقييم التربوي، تواكب في ظله ظهور الباحثين عن الفرص
فظهرت صفحات علي وسائل التواصل الاجتماعي توفر نماذج جاهزة من الأبحاث التي أقرتها الوزارة كبديل للامتحانات وأسلوب للتقييم التربوي، وتواجدت بعض المكتبات التي تقوم بطباعه الاظرف الخاصة بتسليم الأبحاث وبيعها.
تعددت الفرص وكثر الباحثين عنها، وولي الأمر في سبيل أن يزيح أمرا عن كاهله ودون إدراك أو وعي بأهمية أن يكون ابنه أو ابنته هو من سعي ليتعلم كيف يبحث وكيف يصيغ، وكيف ينمي مهاراته في استخدام التكنولوجيا
فنجد ولي أمر يستجدي أن يدفع ثمنا لبحث جاهز دون عناء يضع اسم ابنه عليه، أو يبحث عن من يقوم بإعداد البحث بديلا عن ابنه، وهذا أمر يستدعي الانتباه فهو يخالف الهدف والمسعي لاستخدام هذا الأسلوب من التقييم
برغم تنويعات السيد الوزير المتكررة بضرورة أن يقوم الطالب بإعداد البحث بنفسه، مهما كانت محتوياته، فالهدف ليس ما يحتويه من معلومات وانما تدريب الطالب علي كيفيه البحث عن المعلومة وكيفية صياغتها.
في ظل استمرار الأزمة اري ان الآباء عليهم أن يتركوا أبناءهم يتعلمون كيف يصنعون مستقبلهم بأنفسهم ودون مساعدة أو تدخل، حتي لا تصدأ عقولهم أو تحور عزاءمهم.
– التعلم و أزمة انتشار كورونا لـ محمد عبدالفتاح