حاولت اليوم الهروب من اوجاعى .. والتغلب على لعنة الجلطة التى اختارت من جسدى ” المخ ” وأصابت الجانب الأيمن ببعض الشلل استكمل بشلل مؤقت فى العصب السابع .. وبالمرة الخروج من سوء الحالة النفسية التى تشدنى الى منطقة الاكتئاب .. بعد أن تململ كل من حولى .
مددت يدى الى أرفف المكتبة مازحاً مع نفسى متى تنتهى من قراءة كل هذه الكتب يا ” ابن الناس ” ووقع تحت يدى كتاب يحمل عنوان غريب لعالم فلك بريطانى اسمه مارتن ريس بعنوان ” ساعتنا الأخيرة ” والكتاب صادر عام 2003.
شدنى فى الكتاب هذه الجملة المخيفة فى صفحة ” 671 ” ان البشرية مهددة بارهاب نووى وفيروسات مميته معدلة ومصنعة وراثيا وانفلات اجهزة من صنع الانسان وهندسة وراثية تغير طبيعة البشر
سيتم ذلك بتدبير اشرار او نتيجة خطأ بشرى وان عام 2020 سيكون عام الخطأ البيولوجي الذى يتسبب فى مقتل مليون انسان وربما يصل العدد الى 5 ملايين .
الغريب أن العالم هزته لعنة فيروس كورونا كما توقع العالم ” ريس ” وهرب الناس كالدجاج تحت السرائر يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه
يذكر الكتاب أن عالماً يابانياً يؤكد انه اذا بقينا على الارض سيقضى علينا لذا يجب ان نغادرها الى كوكب اخر لأنه ليس بالضرورة ان نموت على الارض .. بسبب احتمال نشوب حرب نووية او بيولوجية.
وأن الشعوب تتزايد بشكل يفوق سرعة انتاج الموارد الغذائية وظهر مفهوم البقاء للأقوى كفكرة اقتصادية وان نظام العولمة سوف يتسبب فى أزمات سياسية وأمنية وإقتصادية وصراع على الثروات الطبيعية
ولأن مستقبل العالم لن يقبل بوجود حضارته المتقدمة جدا الى جوارها حضارات من زمن فات وان المستقبل لصالح الدول والشركات الكبرى وليس هناك مكان للدول الشمولية ولا للشركات الصغيرة ولا مكان للضعفاء فى المجتمع العالمى الجديد.
الطريف أن الكتاب يرصد التغيرات الحاصلة فى المجتمع البشرى العالمي منذ ثورة المعلومات الرهيبة فيقول نحن نعيش تقنية لمس الازرار وبصمة الصوت وبصمة العين والحمض النووي وتكنولوجيا الاشياء والريموت كنترول والروبوت وتشغيل السيارة والاجهزة عن بعد والاتصال باى شخص فى اخر العالم بالصوت والصورة .
وأننا قد لا نحتاج الى برلمان ولا نواب ولا يحزنون اذا فى امكانك الحديث مباشرة مع رئيس الحكومة والوزير والمحافظ عبر شبكات التواصل الاجتماعي لن نحتاج الى احزاب قل ما شئت على تويتر او الفيسبوك .
حتى الفلوس ستخلو منها جيوبنا ويكفينا ماكينات الصرف الألى والبطاقة الممغنطة قريباً سوف تشترى ملابس مكيفة تستخدمها فى الصيف والشتاء عبر شحنات مثل جهاز التكييف
الناس سوف تتواصل مع بعضها بدون كلام او صراخ مجرد شريحة سوف يتم زرعها فى الاسنان تحمل برامج ومعلومات للتفاهم والخناق وربما للحب والزواج
ولاننا نرى الاشخاص على شاشة الكمبيوتر او شاشة الموبايل فمن الممكن ان نتقابل معهم حقيقة من خلال استحضارهم عبر اشعة ثلاثية الابعاد فيكون الطرف الآخر امامك مجسما .. لن تذهب الى العمل فالإنسان الآلي سيأخذ مكانك لمؤاخذة .
لن نحتاج الى بترول يشربوه أصحابه سوف نستخدم طاقة بديلة اسمها الهيدروجين سنعيش فى مدن واسعة ونظيفة تحت الماء فقد فعلتها اليابان واقامت مدينة تحت الماء تبعد عن طوكيو 120 كيلو متر ومساحتها 100 الف متر مربع مقامة على 100 الف عمود من الفولاذ وتستوعب مليون انسان
سنشرب من الهواء بعد ان تم تحويله الى ماء .. سنذهب للسياحة في الفضاء.. سنرسل اولادنا الى مدارس وجامعات فى الفضاء الخارجي ونرتاح من الزحام والمناهج العبثية وجشع السناتر والهروب من اللا تربية واللا تعليم .. سنذهب الى المستشفيات فوق السحاب ونجرى كل عملياتنا الجراحية هناك دون خوف من التلوث او الاهمال .. أو جشع الاطباء .
– ساعتنا الأخيرة لـ عبد الغنى الجندى