بقلم :
هشام زكريا
من الساعات الأولى لتخرجها ، مجتهدة ، وتحب العمل ، والاعتماد على نفسها ، وقررت أن تتحرك في طرق غير تقليديه ، بعيدا عن البحث التقليدي عن العمل ، نجحت في التدريس واشتغلت على حالات التوحد بشطاره تحسد عليها ، تقرأ وتتابع الجديد ، وتحاول دائما أن تكون في مقدمه شغلها .
ـ وبدون واسطه أو حتى كارت من شخصية كبيرة دخلت امتحان اليونسيف ونجحت ويمكن تكون البنت الوحيدة اللي تخطت كل من كان معها في الاختبارات لتصبح مدير حالة داخل اليونسيف بالإسماعيلية بعقد ..
ـ دائما عندما تتحرك نجلس ونتحدث ونحدد كيف سيكون عملها في الفترة القادمه ، اختارات أصعب الحالات المجتمعية للتعامل معهم ، الاطفال في دور الرعاية والاحداث ، أطفال الشوارع ..ونوعيه صعبة جدا ، لكنها بحمد الله نجحت أن توصل أطفال لأسرهم مع زملاء شغلها ، نجحت في ان تحل مشاكل اسر كثيرة وتنمي أطفالها وتفتح لهم طريقا للتعلم والعلاج .
ـ كنت احيانا اراها تصرف من مرتبها الذي بسبب جائحه كورونا لم يعد منتظما بالشهور ، من اجل شراء أشياء بسيطه للأطفال ، لأنها تنظر دائما لمثل هذه الفئات ، بأنها فئات مظلومه ، تحتاج للرعاية النفسيةوالصحية قبل أي شئ .
ـ من أيام قليلة اشتغلت على مشروع جديد كانت متحمسه جدا له ، وخططت معها لتنفيذه ، بأن تقوم بتعليم أطفال احدى دور الرعاية القراءة والكتابه ، أكثر من 30 طفل من سنة 5 سنوات حتى 17 سنة لا يعرفون القراءة والكتابه .
ـ عرضت الفكرة والمشروع على التضامن الاجتماعي في الإسماعيليه والحقيقة أنهم رحبوا جدا ووعدا بمساعدتها ، وكان الحماس دافعا لها للعمل ، يوميا اكثر من 4 ساعات واقفه على قدمها تعمل وتعلم وتقسم مجموعات وتشتري كتب وكراسات وأقلام وتنشط في الأطفال الحماس للتعلم ، مع شغلها في اليونسيف والاجتماعات والتقارير عبر برنامج زوم ، يعني تقدر تقول أكثر من 10 ساعات يوميا.
فجأة ليلة امس بعد يوم شاق من العمل اغمي عليها وهبط الضغط ووقعت ، والحمد لله انقذنا الموقف وفرضنا عليها الراحه التامه … وعد الحماس والإنسانيه والعلم والعمل في زمن ووقت وظروف أقل ما يقال عنها ، أنها ماشيه للفهلوي واللي مكبر دماغه وبيشتغل على قد فلوسهم ، اخذت طريقا أخر كاد ان يفقدها حياتها من التعب والارهاق.
ـعايز اقول حاجه ..لما يكون عندكم حد من نوعيه وعد ، حافظوا عليه ، ونظموا حياته ، وراعوا صحته ، ومتطالبات حياته كشابه صغيرة ، بلاش نقعد نستغل الحماس والشطارة في مزيد من الجهد والنتائج ، لأنها في لحظة ممكن تفقد حياتها أو تصاب بأي مرض ،فتكون النتائج لها ولكم غير مفيده .
ـ الرحمه مهمة ، والحافظ على هذه النوعيات النشيطة والحماسيه واللي عندها الإنسانيه عاليه ، ايضا مهمة ، ألف سلامه عليك يا بنتي … وربنا يقومك بالسلامه ان شاء الله .
صباحكم وعي #وأول_فنجان_قهوة