لاشك أن التكفير ظاهرة قديمة حديثة ومعاصرة تكررت فى أزمنة كثيرة، ولكنها بدأت منذ خلاف الإمام على ابن أبى طالب مع معاوية ابن أبى سفيان، والتى أجمع عليها الباحثين والمؤرخين بأنها كانت خلافا سياسيا تلحف بلحاف الدين، وبناء عليه خسرت الأمة الإسلامية الكثير من الرجال والمال.
ولا شك أن لكل قوم وارث ومن ثم أصبح لظاهرة التكفير ورثه فى فترات مختلفة من التاريخ وأصبح له مفكرين نظروا له، ومنهم أبو الأعلى المودودى وسيد قطب ومحمد عبد السلام فرج، منظر فكر تنظيم الجهاد ومفتى قتل الرئيس السادات رحمه الله، الذى استخدم كتابات سيد قطب والمودودى إضافة إلى آراء ابن تيمية، ومن رحم الإخوان خرجت كل التنظيمات، لذلك من يدعى أن الإخوان جماعة وسطية معتدلة فهو إما غير قارئ أو مستوعب ومن ثم لا يؤخذ برأيه، وأما من كان عارفا بالأمور وناكرا فهو منهم وإن ادعى غير ذلك تحت أى مبرر.
فهم يؤمنون بالحاكمية وتكفير المجتمعات الإسلامية، ويعتبرون كل القوانين والدساتير كفر وضلال ويعتبرونا دار حرب، وأن إسلامنا وممارسة كافة الشعائر ما هى إلا مظاهر كاذبة وأن قتالهم لنا أولى من قتال الكفار والإسرائيليين، ولذلك فإننا بالنسبة لهم طواغيت، ولذلك هما يرون أنفسهم مميزين مثاليين مخلصين للقضية وجماعة الفضائل والإسلام.
ولذلك يمكن أن تتعرف على الشخص التكفيرى، إذا ركزت قليلا فى أفعاله وأقواله ونشاطه فهو عدوانى ولديه شعور بالاستعلاء غير متسامح، ولديه دائما شعور بالارتياب ونظرة تآمرية وقسوة، وتؤكد الدراسات النفسية على التكفيريين بأن لديهم نظرة أحادية وتحيز دائم، وعجرفة وغرور، وتضمين الذات فى إصدار الأحكام، واضطراب فى التفكير.
وفى مسلسل الاختيار، تجد هذه السمات متمثلة فى العشماوى ورفاقه، وعائلاتهم، ولذلك هذه السمات تسهل على أمراء التكفير اصطياد كل من يحمل هذه السمات، حيث يتم الاستقطاب من خلال الملاحظة والفرز والاختيار الدقيق بل والتحرى أيضا عن عائلاتهم، وكان يتم ذلك قديما من خلال الاستطلاع والمراقبة، أما حاليا فيتم من خلال شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى وبعد التجنيد يتم التدريب المرحلى والتواصل، وكل طبقا لمهاراته العقلية والجسدية والوجدانية والعقلية.
وليس شرطا أن يمسك الجميع بالسلاح بل منهم من يراقب ويستطلع ويجمع المعلومات ومنهم من يخرب فى مؤسسات الدولة، ومنهم من يستقطب فقط الآخرين وفى كل مؤسسات الدولة، ومنهم الانتحارى ومنهم من يسهل الأعمال اللوجستية.
ولا تنسوا أن التاريخ ليس له به عشماوى فقط بل محمد بدر وعبود الزمر وخالد الإسلامبولى وغيرهم، ولذلك كونوا على حذر، فأحيانا المجرم يسبق الأمن بخطوات وعليه لابد من تفكيك مفاهيم التكفير، وهذا يحتاج عمل جاد دؤوب من كل مؤسسات الدولة وعدم أخذ الأمور ببساطة أو تهاون، فالحرب حرب وجود، لذلك يستغلهم الأشرار من أجل أجندات شبابنا وقود لها.
– سيكولوجية التفكير .. والاستقطاب لـ محمود سيد – امين العلاقات العامه – حزب مستقبل وطن – الاسماعيلية