تلقيت بمزيد من الارتياح والبهجة خبر أختياري للمشاركة في برنامج (العملية الانتخابية في الولايات المتحدة الامريكية ) كمشترك في برنامج التبادل الدولي ( #IVLP ) و زيارة اربع ولايات أمريكية لمتابعة إدارة العملية الانتخابية و هم ( واشنطن, فلوريدا, متشجن و يوتا ) و في محاولة لتحقيق أقصى إستفادة من هذه التجربة لإضافة ذلك لسابق خبراتي السياسيه و إدرة العملية الانتخابية من مشاركاتي الدولية و المحلية و الممارسات العملية .
والحقيقة منذ اللحظة الاولي التى وطأت فيها قدمى الولايات المتحده تابعت عن كثب أهتمامات المواطنين و كنت شغوفا جدا لدرجة الحماسة لمعرفة مدى أهتمام المواطن الامريكي بالسياسة الخارجية الدولية و تأثير ذلك على أختياراته في الانتخابات الامريكية و خاصة الرئاسية …و لاحظت أن الأهتمام الاساسي للمواطن الامريكي هي متطلبات حياته اليوميه و القرارات التي تؤثر على مستوى دخله و الخدمات المقدمه له فقط و أن ما يحدث في منطقة الشرق الاوسط و العالم و دور الولايات المتحده الخارجي بعيد عن أهتماماته ولا يلقي له بالاً
و هذا ما أكده لي بعض أساتذة الجامعات بقسم العلوم السياسية و أعضاء بعض الجمعيات المهتمة بالعملية الانتخابية و أعضاء الاحزاب السياسية الامريكية أن أهتمامات المواطن الامريكي هي أهتمامات محلية بشكل كبير و أن السياسة الدولية غير مؤثره على قرار الناخب .
و بمتابعتي من مقرات إدارة الحكم بالولايات المختلفة و مناقشة أعضاء بمجلس الشيوخ و مجلس النواب للولايه و الاطلاع على مشاريع القوانين التي تناقش تبين لي جليا أن المواطن هو أهم عنصر في النظام الامريكي . فالمواطن عن طريق نظام الحكم المحلي هو صاحب السلطة الاساسية في تحديد طبيعة ونظام حياته وذلك عن طريق المجالس المحلية المنتخبة . و أن النظام الفيدرالي يعطي الولايات و المحليات السلطة الكامله في الحكم و تحديد أولوياتها .
و أثناء زيارتي لمراكز الاقتراع و مقابلة المسئولين عن الانتخابات تبين لي انه لكل ولاية قانونها الخاص في تنظيم الانتخابات و أختيار أليات التصويت المتعدده و طريقة التسجيل في قواعد الناخبين و التصويت المسبق و طريقة التصويت الالكتروني و طريقة الفرز الالكتروني أو اليدوي .
و في النهاية فقد كانت أفضل فقرات البرنامج إستضافة عائلة أمريكيه لنا على العشاء للمناقشه و التعرف على أختلاف العادات و الثقافات و التعرف عن قرب على أسباب نجاح امريكا و إهتمامات المواطن الامريكي الذي يصنع ويقرر نسق حياته لانه هو حجر الزاية في خطة بناء الدوله .
وبصراحة لم تكن الاستفاده الوحيده -خلال هذه التجربة المميزة – الاطلاع على إدارة العملية الانتخابية و الاطلاع على أليات العمل التشريعي للمجالس المنتخبة و كيفية ممارسة الدور التشريعي و الرقابي على المستوى المحلي و الفيدرالي ومدى نجاحها و أختلافها فحسب ولكن التعرف على المجتمع الامريكي عن قرب و التأكد أن بناء مجتمعات قوية تعتمد على المواطن كفاعل أساسي و إيمانا بأهمية دوره .
و أن مثل هذه المشاركات الدولية تثقل المشارك خبرات أهم من المعلومات التي يمكنه الاطلاع عليها في الكتب . و تؤهله في حالة حصوله على فرصه في القيادة أن يكون على دراية بالمجتمع الدولي و منظومة إدارة المؤسسات الدولية المتقدمه و الايمان بأهمية المواطن كفاعل اساسي لتقدم المجتمعات.
– تجربتي في بلاد العم سام لـ يحيى المليجي – المحام – باحث دكتوراه في القانون الدولي