بقلم :
هشام زكريا
هذه الحكاية المتداولة على صفحات السوشيل ميديا أعجبتني ، انقلها لكم كما قرأتها : تقول الأسطورة في القرن التاسع عشر أن الصدق والكذب التقيا من غير ميعاد ، فنادى الكذب على الصدق قائلا : “اليوم طقس جميل “، نظر الصدق حوله ، نظر إلى السماء ، وكان حقا الطقس جميلا
قضيا معا بعض الوقت ، حتى وصلا إلى بحيرة ماء . أنزل الكذب يده في الماء ثم نظر للصدق وقال : ” الماء دافئ وجيد ” ، وإذا أردت يمكننا أن نسبح معا ؟
وللغرابة كان الكذب محقا هذه المرة أيضا ، فقد وضع الصدق يده في الماء ووجده دافئا وجيدا .
قاموا بالسباحة بعض الوقت ، وفجأة خرج الكذب من الماء ، ثم ارتدى ثياب الصدق وولى هاربا واختفى .
خرج الصدق من الماء غاضبا عاريا ، وبدأ يركض في جميع الاتجاهات بحثا عن الكذب لاسترداد ملابسه .
العالم الذي رأى الصدق عاريا أدار نظره من الخجل والعار . أما الصدق المسكين ، فمن شدة خجله من نظرة الناس إليه عاد إلى البحيرة واختفى هناك إلى الأبد .
ومنذ ذلك الحين يتجول الكذب في كل العالم لابسا ثياب الصدق ، محققا كل رغبات العالم ، والعالم لا يريد بأي حال أن يرى الصدق عاريا .
هذه القصة العميقة في معناها تشير إلى ” الحالة ” التي يعيشها الناس الآن ، إلى تغيير المفاهيم وانقلاب الصح خطأ والخطأ صح ، إلى الشعار السائد والذي يعتبره البعض مريحا ، رغم أنه مدمر ” أنا لا أكذب ولكني أتجمل”.
المجتمعات الآن التي لا تبنى على الصراحه والوضوح لا تتقدم ، عدم المصارحه وغياب المعلومه كلها أدوات لنشر الأشعه ، والإشاعات هي نوع من الكذب الذي يدمر الكبير والصغير .
الكل مطالب الآن البحث عن الصدق وتعريه الكذب ، الكل مطالب بالحفاظ على قيم الحق والخير والجمال والعدل حتى نستطيع أن نمر بسلام .
لو دققت النظر ستجد أن كل من نجحوا كانوا صادقين ، وكل من تفوقوا على الحياة صادقين ، الصدق بناء شديد القوة ، لا تكسره الحياة ولا الظروف ، ولا تخذله أبدا عناية الله في كل مكان.
صباحكم صدق #وأول_فنجان_قهوة