بقلم : هشام زكريا
كان ينتظر أيام الاجازة بفارغ الصبر ، فقد كان ساعات العمل طوال الأسبوع مرهقة ومتعبه ، وكانت كل الأحداث ترفع من درجات الطاقة السلبية ، التي تنعكس على شكله وكلامه واحساسه وأكله وشربه ، حتى تعامله مع الحياة .
ـ يبدأ اليوم في مقعد مميز داخل الكافيه الذي اعتاد أن يستقبله في ايام الاجازات ، للدرجة التي اصبح فيها زبونا معروفا ، بمجرد وصوله ، فنجان القهوة المميز وبعدها الشيشة ، وعلى الفور تنطلق الأغاني القديمه المميزة التي كانت تجهز له على فلاشه خاصه .
كان اللاب توب أمامه ، يراجع اسبوعه وشغله ، واحداث الأسبوع ، كانت هذه الساعات كفيلة بتفريغ كل طاقته السلبيه ، خاصة وبعدها بساعات قليلة يبدأ الأصدقاء المقربين في الحضور ، ويظل اليوم كله في حالة من الضحك والتخطيط للأسبوع القادم وسماع الأغاني المميزة التي ارتبط اسمها باسمهم ، والتي كانت لكل أغنية ذكرى وأحداث وايام .
مرت سنين كتير قوي ، راح من راح ، وبقى من بقى ، لكن فجأة وهو داخل السيارة الأجرة التي اضطرت للتهدئة أمام المطب الصناعي ، كان الكافيه قد اغلق وتحول نشاطه ، وكانت فلاشه الأغاني لم يتبق منها سوى أصداء أغنيات قديمه ، وكانت بعض الوجه قد باعد بينها المسافات ، ومنها من سقط في الطريق ، ومنها من رحل عمدا أو بإرادته.
قرر بعد عودته أن يبحث عن فلاشه الأغاني ، والصور القديمه ، والحكايات ، “وقولوا لعين الشمس ما تحماش/ احسن حبيب القلب صابح ماشي “..
اببتسم وقرر أن يبدأ يومه بمقعد وحيد خاليا من المكان ، ولكن برائحته ، فجهز فنجان القهوة ، وشغل الأغاني المتميزه ، وظل لساعات يتنظر الأصدقاء …لكن دون أن يصل منهم أحدا إلا أصداء وخيالات وبقايا الذكريات ….
صباحكم طاقة إيجابية #وأول_فنجان_قهوة