التغطية الإعلامية : نورهان جمال – بدأت وزارة الدولة للإعلام في إعداد مشروع ضخم للتحول الرقمي الشامل في كل وسائل الإعلام المصرية ، وسيتم مناقشته وطرحه على المؤسسات الإعلامية المختلفة خلال الفترة القادمة بما يمكننا من الاستفادة من التاريخ الإعلامى الكبير للدولة المصرية .. وبشكل يعيدنا مرة أخرى إلى صدارة المشهد الإعلامي الإقليمي ، ولنستفيد فيه من كل الدروس السابق ذكرها ومن تجارب الدول الأخرى التي سبقتنا في هذا المجال .
ونقل أسامة هيكل وزير الإعلام خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم بمناسبة العيد 86 للإعلامين المصري تهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسى تمنياته الطيبة بمزيد من التطور في الإعلام المصري باعتباره شريكاً رئيسياً في عملية التنمية التي تشهدها مصر .. وباعتباره مرآة تعكس للشعب الجهد الذي يبذله الرئيس والحكومة ، وكذلك تعكس نبض الشعب للرئيس والحكومة.
يواكب ذلك ذكرى إطلاق أول إذاعة في المنطقة العربية والشرق الأوسط حيث جاء صوت مصر ناطقاً عبر الأثير ” هنا القاهرة ” يوم 31 مايو 1934… وأصبحت مصر منذ هذا التاريخ هي رائدة الإعلام في المنطقة.
و أسار هيكل أنه تغيرت ملامح الإعلام في مصر والمنطقة العربية والعالم كله .. فكلما تطورت وسائل الاتصالات تتطور معها وسائل الإعلام .. وبعد أن كنا نتحدث عن إعلام تقليدى يعتمد على مرسل ومستقبل داخل حدود نفس الدولة .. أصبح الإعلام عابراً للحدود والقارات ، وأصبح المستقبل يستطيع القيام بدور المرسل والعكس صحيح .
ومع التطور زادت التحديات ، وأصبحت المنافسة شرسة .. وأصبح الإعلام مطالباً بمواكبة هذا التطور المذهل أولاً بأول .. ولو تخلفت وسيلة إعلامية لبعض الوقت قد تتعرض لخطر الزوال .
فبعد أن كانت الدولة فقط تمتلك إعلامها ، أصبح القطاع الخاص يمتلك وسائل الإعلام ، ومؤخراً شاهدنا جماعات للضغط تمتلك وسائل إعلام خاصة بها ، حتى لو كانت هذه الجماعات هى جماعات إرهابية والأمثلة كثيرة .
و أشار وزير الإعلام أن السعي وراء السبق وإن كان أساسياً وحاكماً في العملية الإعلامية لا يكون أبداً على حساب دقة المعلومات وأمن الأوطان .
و أن إعمال العقل واجب قبل تداول المعلومات .. حتى لايتساوى سوء النية مع السذاجة والجهل . وكل من هذه الأمور تؤدي لإنهيار دول . ولا يصح أبداً أن يكون الشخص الوطنى مجرد أداة لنشر الشائعات دون أن يدرى .
و أستكمل رسائلة للإعلامين أن الإفراط فى التخوين تقسيم للأوطان وشرذمة ، فالاختلاف في الرأي أمر طبيعي في البشر .. ولكن ما لا يمكن قبوله هو التستر بمسميات مختلفة للإخلال بأمن الوطن .
مؤكدا أن حرية الرأي والتعبير حق أصيل للشعوب وليست ملكاً مطلقاً للإعلامى .. فالشعب يمنح هذه الحرية للإعلامى والصحف كى يحصل على المعلومة الدقيقة في أسرع وقت ممكن .. فإن أساء الإعلامى استخدام هذا الحق، واستمر فى ذلك، أصبح لا يمكن أن يطلق عليه لقب إعلامي.
و شدد أننا الأن في مرحلة إعادة بناء الوطن ، وأن الإعلام عليه مسئولية كبرى في هذه المرحلة ، فعلينا جميعاً أن نتعاون لترسيخ السلام الإجتماعى وإرساء قواعد التسامح ونشر روح الإخاء والحفاظ على قيم وأخلاقيات الشعب المصري التي نشأنا عليها .. فعلى القيم والأخلاق تتأسس منظومة الأمن القومى لأى دولة.
مشيرا أن وسائل التواصل الإجتماعى قد خلقت مناخاً جديداً يمكن للجميع فيه أن يدلى بدلوه .. ويتساوى ماينشر فيها للأسف بين العلم والجهل.. فالكل يستطيع أن يقول في أي وقت .. ويتهم في أي وقت .. ومن العبث أن تعتمد وسائل الإعلام المؤسسية في بعض بياناتها على ما تطلقه وسائل التواصل الإجتماعى .. والعكس هو الصحيح والعكس هو المطلوب.
فلقد زادت أهمية الإعلام بصورة مذهلة .. ومع زيادة هذه الأهمية تزداد أهمية الإعلامى وقيمته.