كثيرا” ما كنت أستغرب من إنطباعات الناس عندما يعرفون أو يسمعون أن ( فلان ) يعمل بالسياسة أو أنه عضو في حزب ما أو أنه قيادة حزبية أو أنه عضو مجلس نواب أو غيره …… إنطباعات يغمرها الشك و عدم الثقة و أحيانا” عدم الإحترام من البعض. ساعتها كنت أستغرب تلك التصرفات والأفكار و كنت أيضا” أستنكرها حتى أنني حاولت و بعض الزملاء مرارا” وتكرارا” أن نغير تلك النظرة الصعبة ما بعد ثورتي ال ٢٥ من يناير و ال ٣٠ من يونيو
حاولنا أن نقدم نموذج للشخص الذي يعمل بالسياسة دون الإستفادة من أي مصالح أو أي مكاسب ….. لكن الأمر بدي صعبا” …. الوضع لا يزال بعيدا” عن تلك البراءة و أحيانا” السذاجة المفرطة …… اعترف أن مصر مازالت بعيدة عن هذا الحلم …. بل بالعكس أرى أن البعض يدعم تلك النماذج الإمبراطورية التي تسيطر على كل شيء …. بمعنى كلمة ( كل شئ ) سياسيا” و إجتماعيا” و رياضيا” و ثقافيا”. دعما” يشوبه الشك و عدم التيقن من النوايا، هل أنها وطنية وللصالح العام؟… أم أنها لا تمت لذلك بأي صلة.
أعترف أننا مع فرحتنا بثوراتنا المجيدة وأمالنا في غد أفضل، أننا كان لدينا خيارين إما أن نخرج خارج المشهد و نكتفي يتوجيه التحذيرات لمشكلات المجتمع مع تقديم مقترحات لحلها، أو الدخول داخل دائرة ( المعرفة ) و ( إتخاذ القرار ) ومحاولة التغيير قدر المستطاع. كنا نأمل في مستقبل أفضل لنا ولأولادنا الذين يستحقون وطنا” يليق بهم وبأحلامهم. وقررنا دخول الدائرة ببرائتنا و الأن أقول ( سذاجتنا ) متخيلين أن الأمور تغيرت وأن هناك فرصة للتغيير للأفضل و فرصة لصعود أجيال جديدة في كل المجالات خاصة السياسة قادرة على تقديم نماذج تغير من إنطباعات هذا الشعب ( شديد الذكاء ) الذي يدرك دائما” اللعبة حتى وإن لم يشارك بها.
لكني اعترف أننا فشلنا في تغيير هذا الإنطباع لكن كان ذلك لصعوبة الأمر و ضعف الإمكانيات و رسوخ ثقافة ( المصالح ) المتجزرة في أعماق أعواما” عديدة من التعفن والإنغلاق السياسي الغير مبرر.
وقد يسأل سائل …. لماذا إذا” الإستمرار؟؟؟ ……. والإجابة هي كلمة واحدة ( الأمل ). الأمل الذي إذا فقدناه لا نستحق أن نقدم أنفسنا أننا صناع للتغيير …. الأمل الذي زرعته فينا القيادة السياسية بدعمها للشباب و الثقة في قدراتهم وحماسهم. الأمل الذي نحارب يأسنا به لثقتنا في رغبة وطنا في التقدم والتغيير. مازال الأمل و بكل وضوح في الرئيس البطل عبدالفتاح السيسي الذي نثق في قدرته على إدارة الأزمات التي تواجه مصر سواء خارجيا” أو داخليا”.
إعتراف – مصالح السياسة و براءة الشباب والأمل في السيسي – عمرو عبد الله