مما لا شك فيه أن الشباب هم ركيزة أساسية لبناء ونهضة المجتمعات، فهم المورد الأساسي كونهم يمتلكون عناصر عدة كالطاقة والحيوية والابتكار والحماس، وفي هذا القرن الحادي والعشرين توفرت بيئة حديثة ومتطورة تمكن الشباب من إيجاد ابتكارات جديدة وهائلة لا يقتصر تأثيرها على أنفسهم فحسب بل على باقي فئات المجتمع صغاره وكباره.
فقد شهدت السنوات الماضية طفرات متلاحقة في تكنولوجيا وسائل الاتصال، وتغيرت معها قدرات الأفراد على التعامل مع هذه التكنولوجيا نحو المزيد من السهولة واليسر، بحيث لم يعد استخدام هذه التكنولوجيا حكراً على المختصين بل أصبح متاحاً لمعظم الأشخاص على اختلاف مهاراتهم ومستوياتهم العلمية، وشكل الشباب النسبة الكبرى في سهولة التعامل مع التكنولوجيا الحديثة والأكثر تفاعلاً معها.
فالتكنولوجيا جاءت في الاساس لتخدم وتسهل حركة الإنسان وتلبي احتياجاته في التطور نحو الحياة والارتقاء ، إلا أنها أصبحت مشكلة تعكر النظام الاجتماعي وحياة البشر .
فاللاسف الشديد أدى تطور التكنولوجيا وظهور الأجهزة الذكية المحمولة إلى التأثير بشكل سلبي على العلاقات الاجتماعية والتنمية الاجتماعية حيث أن الاستخدام الغير عقلاني للتكنولوجيا يمكن أن يتسبب في عدم قدرة الشباب على بناء علاقات اجتماعية وبالتالي الميل إلى الوحدة والعزلة حيث يقضي العديد من الناس الكثير من الوقت في استخدام التكنولوجيا الحديثة، والشبكات الاجتماعية، وغيرها من التطبيقات، ممّا يدفعهم إلى إهمال حياتهم الحقيقية وزيادة معدلات العزلة الاجتماعية، بحيث يميل الكثير ممّن يتواجدون في المطاعم، أو النوادي، أو التجمعات العائلية إلى الانشغال بهواتفهم أكثر من الاهتمام بالتحدث مع بعضهم البعض .
هذا إلى جانب الآثار الصحية السلبية للاستخدام غير المنتظم للتكنولوجيا ، والتي تتمثل في الاجهاد التي تتعرض له العين نتيجة استخدام الأجهزة الرقمية أو الحاسوب لساعات طويلة متتالية، فضلاً عن ما يصاحب ذلك من آلام وتشنجات في الرقبة والرأس، وخفض مستوى النشاط البدني وما يصاحب ذلك من كسل.
كما تؤثر التكنولوجيا بشكل أساسي ومباشر على الوضع الاقتصادي للكثير من الشباب والأفراد في المجتمع ، فالبطالة والعثور على وظيفة هو أمر يُثير قلق كلّ إنسان تقريباً، ولم يعد التنافس محصور بين الآلات والإنسان على المهام البدنية فقط بل تعدّى ذلك ليشتمل على المهام العقلية أيضاً.
لذلك قامت بعض الدراسات في دول مختلفه حول تفادي الآثار السلبيه للتقدم التكنولوجي ، فقد تم تقديم عدة نصائح أهمها أنه يجب على الجميع وخاصة فئة الشباب أن نأخذ وقتا ننقطع فيه عن أجهزتنا التكنولوجية ونبتعد عنها، فهذا يساعد على تحسين التركيز والتعاون وتعلم الاختلاط مع الآخرين والتفاعل معهم ، بمعنى أدق التحكم في الوقت الذي يتم قضاءه على السوشيال ميديا والتي تحولت إلى نوع من الادمان لدى الكثيرين .
كما أن الدراسات أظهرت أن التعرض الغير محسوب لوسائل السوشيال ميديا يعد سببا رئيسيا في السمنه المفرطه نظرا للجلوس لساعات طويله ، لذلك يجب تخصيص اوقات لممارسة الرياضة وقضاء وقت جسديا وعقليا بعيدا عن الانترنت .
ويقع على عاتق الاسره دورا فعالا فيجب متابعة الأبناء خاصة في مرحلة المراهقة عند استخدامهم لوسائل التكنولوجيا ، وذلك لحمايتهم من التعرض لمضمون غير مناسب لأعمارهم ، كذلك حثهم على ايجاد المعلومات من وسائل مختلفه وعدم الاعتماد على السوشيال ميديا والتي في كثير من الأوقات تقدم معلومات غير دقيقه وأحيانا كاذبه .
في النهايه التكنولوجيا مثل أي شىء محيط بنا عند استخدامه ، لها إيجابيات وكذلك سلبيات ونحن من نحدد كيفية استخدامنا لها سواء بطريقه إيجابية أو سلبيه
– الشباب والاثار السيئة للتقدم التكنولوجي لـ مروه الحلفاوى