جلس الجد ليحكي لحفيده قصصه الشيقة عن الماضي و الحاضر وعلاقتهم بالمستقبل وكانت قصة اليوم عن التتار الذين كانوا من أوائل من إستخدموا الإعلان والإعلام كنوع من الحرب المعنوية حيث كانوا يرتدون أشكالاََ غريبة من أغطية الرأس ( الخوذ ) والتي تحتوي على قرون الحيوانات وكانت تبث الرعب في قلوب كل من يراهم من بعيد، حيث تخيل الجميع أنهم سيحاربون مخلوقات غريبة وخارقة فيهزمون قبل أن يحاربون.
وحذر الجد حفيده من تتار العصر وأساليبهم الحديثة في بث سمومهم و أفكارهم القبيحة عبر السماء المفتوحة و وسائل التواصل الإجتماعى التي باتت وسائل للإنفصال الإجتماعي.
وقال الجد لحفيده أن حروب اليوم أصبحت حروبا” للمعرفة والوعي ومن ينتصر فيها هو من يحصن نفسه و أسرته و مدينته ووطنه من سموم المعلومات المغلوطة و سحر الألعاب الإلكترونية المدمرة للأبدان قبل العقول و الأفهام.
و شرح الجد لحفيده كيف أدركت مصر منذ القدم أهمية الحروب المعنوية و حروب المعرفة و الوعي حيث تتغير أشكالها و أساليبها و آلياتها و أهدافها من عصر لأخر ومن عدو لغازي و من مستعمر لمخرب.
وجائت جائحة كورونا لتزيد من تواجد البشر في كل أنحاء العالم في بيوتهم كنوع من الإجراءات الإحترازية وزاد معها تواجدهم أمام الشاشات التلفزيونية و الإلكترونية و الهواتف وغيرها و زادت أيضا” الخطط التي تستهدف كل هؤلاء عبر شاشاتهم الكبيرة والصغيرة لكن كانت مصر كعهدها على إستعداد بل بادرت بقوتها النعامة وفنها الهادف لصد تلك الموجة الجديدة من حروب المعرفة و الوعي.
حيث كانت مصر أول من فطن لأهمية القوة الناعمة و التي يتصدرها الفن الراقي الهادف والذي يمثل أحد أهم طرق نشر المعرفة والوعي و ضرب الجد لحفيده المثل بفيلم ( الممر ) و مسلسل ( الإختيار ) وغيرها من الأعمال القديمة والحديثة التي أثرت في وجدان المصريين و منحتهم المناعة الثقافية و التوعوية ضد الكثير من أمواج السموم الباطلة و مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي الداعية للفتنة و الحروب و إسقاط الدول بحجة الإصلاح.
وختم الجد قصصه الشيقة بأهمية أن يعرف الحفيد دوره و قيمته و كل فرد في المجتمع حتى نتصدي دائما” لكل محاولات النيل من الوطن مهما كانت الطرق أو الأساليب متغيرة و مستترة.
– قصة الجد للحفيد … حروب المعرفة و الوعي لـ عمرو عبد الله