”
أتحدثُ عن تلك الصدف التى تعتقد بأنها رسائل تأتي فجأة ؛لتغير شئ ما بداخلنا . لكل منَّا روح ،روحٌ ترتدى النظارة السوداء حتى تُخطئ دون علم أحد، وتفعل ما تراه صوابًا دون أن يُلاحظها أحد ،تختفى وراء تلك النظارة السوداء ؛خوفًا من إنها لا تستطيع الخروج بعينها لمواجهة الواقع ،الواقعُ الذي تُصارعه بذاتها وأفكارها ،وربما تصارعه بقلبها وعقلها ،تظل تلك الروح مرتدية النظارة السوداء إلى أن تحدث الصدفة التى تجعلها تتخلى تمامًا عن تلك النظارة ؛لتتخلى عن كل الأخطاء
وتواجه الصواب والواقع دون صراعٍ بين ذاتها وقلبها وحتى عقلها ؛لتشعر وكأنها تودع الماضي لتبدأ من جديد ؛لتشعر وإنها ها قد وجدت الحياة ،ولكن ترى ما هى تلك الصدفة التى يمكن أن تجعل كل الخطأ صواب .. وكل الخوف شجاعة ..وكل الحزن سعادة ..وكل الكره حب….أتكون رسالة من القدر على هيئة شئ نحبه؟!
أم ظهور أحد ما يمد لتلك الروح يد المساعدة والخلاص؟! ،أم موقف صارم كقلم علي الوجه فجأة! ؛ليجعل الروح تنسي ما مضي وتزهد فيما سيأتي؟!
اتسائل لإنه من المؤكد أن تلك الصدف تختلف من شخصًا لآخر .ولكن هناك صدفة تأتى للجميع وهى الصدفة التى تكون رسالة القدر!، ولكن ما الفرق بين صدفة ورسالة قدر؟!
رسالة القدر : هى صدفة بذاتها ،ولكنها صدفة تُغيّر مصير الروح صاحبة النظارة السوداء ،إما أن تظل فى عتمة الظلام وإما أن تخرج لضوء الشمس .
أما الصدفة :هى تلك الصدف التى تحدث لنا يوميًا، وتأثيرها لا يؤثر فى مصير “النظارة السوداء”!
استلهمتُ تلك العبارة من قصةٍ ذُكِرتْ فى أحد الأفلام المصرية القديمة والتي حملتْ ذلك الاسم أيضًا، فالبطلة كانت من عائلة أرستقراطية ولها نفوذ وسلطان ،كانت تسهر وتستمتع بحضور الحفلات والعيش الذي لا يهدف لشئ سوى الرفاهية ،كانت تفعل ذلك مرتدية النظارة السوداء لتختبئ من الخطأ ،إلي أن حدثت تلك الصدفة، وظهر أحدهما ليجعلها فتاة مجتمع وانسانة كل من يراها يحترمها ولم تعد بحاجة إلى تلك النظارة .!
لم تكن تلك وليدة الصدفة بل كانت رسالة القدر ،التي من المُمكِن أن تكون تلك الرسالة آيه قرآنية ،حديث ،ترنيمة ،صديقة ،ام،اخت ،اب،اخ،حبيب،زوج ليس بشرط ظهور احدهم أو سماع شئ ما أو وجوده ليجعل الروح تتخلى عن النظارة السوداء …إذا كانت قوية فتلك الروح هى نفسها الصدفة !💜
– لم تكنْ وليدة الصدفة بل كانت رسالة القدر – لـ ميرنا محمود