قد يتصور البعض أن هناك خطا في العنوان فلول الثورة ولكنني اقصده بالفعل وقد يتخيل البعض اننى اقصد فلول الحزب الوطني المنحل ولكنني أؤكد اننى اقصد فلول ثورة 25 يناير .
وادعى واوكد اننى اول من اطلق هذا اللقب ( فلول الثورة ) وسوف تردده وسائل الاعلام فى القريب العاجل والقريب ليس ببعيد
وفلول الثورة ببساطه هم نتاج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية والتي اجريت في تسع محافظات وسيكون هناك فلول جدد سيظهرون خلال المرحلتين الثانية والثالثة .
ولكن من هم فلول الثورة ؟
باختصار فلول الثورة هم من نصبوا أنفسهم حكماء وأولياء وتحدثوا باسم شعب مصر وأحسوا أنهم الوحيدين أصحاب فكر وهم الغيورين على مصلحة البلد دون غيرهم وأنهم يمتلكون شعبية وأرضية كبيرة وفى النهاية أثبتت لهم صناديق الانتخابات أن الشعب المصري واعي يمتلك ثقافة وحنكة سياسة
ولذلك فقد سقطوا جميعا في انتخابات حرة نزيهة وبديمقراطية كانوا يدعون أليها ولم ينجح منهم إلا حمزاوى فقط أما جورج اسحاق صاحب النضال السياسى ومؤسس حركة ( كفاية ) فقد سقط وقال له الشعب كفاية و كان يشعر انه زعيم الأمة وكبير جدا وعملاق ولكن هكذا المغرور يرى الناس من قمة الجبل على عكس الناس الذين يروه صغيرا .
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ماذا تفعل أسماء محفوظ ومن على شكيلتها بعد الهروب والسقوط الذريع والفشل الكبير في الانتخابات حتى انها لم تكن فى حاجة الى حملة انتخابية او علامية فهى حققت شهرة محلية واقليمية وعالمية ولكن هذا صوت الشعب التى كانت تتحدث نيابة عنه بدون توكيل او تفويض راى الشعب المصري فيها في انتخابات لم تشهدها مصر قبل ذلك حتى أن المنظمات الدولية والتي كانت تتشدق و تشيد بها أسماء محفوظ وغيرها أشادت بنزاهة الانتخابات .
وسؤال يفرض نفسه أيضا هل يكون هناك اتحاد بين فلول الثورة وفلول الحزب الوطني تحت شعار البحث عن المصلحة ولانهم فلول والمصلحة واحدة وتكوين جبهة قوية ضد من كان لسبب في سقوطهما هل الفلول سيتجهون إلى الاعتصام والمظاهرات والتشكيك في نزاهة الانتخابات مطالبين بإعادة الانتخابات لأنها اجريت في جو غير ديمقراطي وفى دوله كولامبور مثلا .
المشكلة في فلول الثورة وهم كثرو أنهم صنعوا من أنفسهم أبطالا ورجال سياسة ورجال دين وحكام وأوصياء على البلد ونصبوا من أنفسهم متحدثين رسميين بدلا عن المواطنين ونسوا أن الإنسان إذا وصل الى هذه المرحلة يحتاج إلى تدريبات وخبرة سياسة وتعامل ودراسة وحنكة وتصوروا أن الأمر بسيط وان الشعب المصري طيب وسيؤيدهم بكل قوة
ولكن الشعب المصري أذكى من أن يقوده هولاء الذين لايعرفون معنى المسئولية وحب البلد الفعلي وليس البحث عن المصلحة وكان عليهم أن يعلموا أن انتخابات مجلس الشعب كبيره جدا على عقولهم وخبراتهم وهذا ليس كلام أو تجنى عليهم فقد أثبتت المرحلة الأول صدق كلامي
وستثبت المرحلة الثانية والثالثة هذا ليعرف فلول الثورة حجمهم الطبيعي عند جموع الشعب المصري وياريت نفهم ونتعلم بدلا من التطاول والثقة الكبيرة التي هي في غير موضعها ونوفر حق الدعاية الانتخابية للمواطن المصري البسيط وساكني العشوائيات
وكما مارسوا الاقصاء والتشهير مع فلول الحزب الوطنى بدلا من تبنيهم المصالحة الوطنية مع اعضائة الغير فاسدين او من هم من جيل من الشباب فيه من نفس اعمارهم سيذقون من نفس مرارة فلول الوطنى ولكن من اقرب الاقربين لهم وهم شباب الثورة والائتلافات والحركات
– فلول الثورة لـ وليد السودانى فى 3 ديسمبر 2011